بادرت مجموعة من الفنانين والعاملين في المجال الثقافي بإحداث مشروع جديد يتمثل في بعث منظمة مستقلة غير ربحية تعمل على الترويج للإنتاج والتوزيع والتشبيك المهني المرتبط بالسينما الوثائقية في تونس وفي شمال افريقيا تحمل إسم «بيت الفيلم الوثائقي».

وفي ندوة صحفية انعقدت يوم الأربعاء بقاعة المونديال بالعاصمة، بينت سمية بوعلاقي المديرة التنفيذية لهذا المشروع أن فكرة إحداث هذه المنظمة ترتكز على الوعي بأهمية المادة السينمائية الوثائقية نظرا لارتباطها الوثيق بالواقع وباعتبارها وسيلة هامة للتعبير ونقل الحقائق المجتمعية المعيشة « لذلك يجب أن تكون الأعمال الوثائقية متاحة لجميع التونسيين وسكان شمال إفريقيا كأداة للتوعية والمعرفة »، حسب قولها.

وأضافت أن المشاريع الأولى لـ «بيت الفيلم الوثائقي» سترتكز على أربعة محاور رئيسية وهي تطوير عملية التشبيك ودمج المخرجين الناشئين في الشبكات المهنية ودعم قدراتهم في صنع الأفلام وإنتاجها وتشجيعهم على البحث والتطوير علاوة على نشر الأفلام الوثائقية الموجهة للأطفال ودعم توزيعها.

ومن جهته قدم الناصر السردي أحد الأعضاء المؤسسين لهذا المشروع نتائج دراسة قامت بها هيئة هذا الهيكل السينمائي، تتضمن تشخيصا دقيقا لواقع الأفلام الوثائقية في تونس في الفترة الممتدة بين 2008 و2017 بعنوان «معاينة الواقع وسرد التاريخ» مشيرا إلى أن هذه الدراسة التي شملت 178 عمل وثائقي كشفت عن ارتفاع الإنتاج السينمائي الوثائقي منذ سنة 2011 بعد الأحداث والمتغيرات السياسية والمجتمعية التي شهدتها تونس في هذه الفترة حيث ارتفعت نسبة الإنتاج السينمائي الوثائقي إلى 54 بالمائة بعد أن كانت لا تتجاوز نسبة 28 بالمائة سنة 2009.

ومن جانبها تحدثت الفاعلة في المجال الثقافي وعضو الهيئة المؤسسة للمشروع إيمان بوعلاقي، عن الجانب التمويلي الذي تضمنته هذه الدراسة ملاحظة أن الدعم المالي الذي تحظى به الأعمال الوثائقية من قبل وزارة الشؤون الثقافية يبقى محدودا مقارنة بالدعم الموجه للأفلام الروائية الطويلة رغم ارتفاع نسبة الدعم المخصص للأفلام الوثائقية القصيرة سنة 2017.

الصحافة