افتتحت مساء الأحد بقاعة الحمراء بالعاصمة، الدورة التأسيسيّة لمهرجان عز الدين قنون للمسرح، بحضور ثلّة من المسرحيين والفنانين من أصدقاء الفقيد عز الدين قنون، فضلا عن المسرحيين الشبان المشاركين في هذه التظاهرة.
وتمّ خلال حفل افتتاح هذا المهرجان، الذي سيتواصل إلى يوم 29 مارس الحالي، تكريم الفنان التشكيلي نجا المهداوي، الذي صمّم شعار المهرجان كإهداء للراحل عز الدين قنون. كما تم تقديم لوحات كوريغرافية، أثثها عدد من المسرحيين من جنسيات عربية وإفريقية، تلقوا تكوينا في المركز العربي الإفريقي للتكوين والبحوث المسرحية.
وتابع الحاضرون شريط فيديو يتحدّث فيه عز الدين قنون عن تأسيس مسرح الحمراء سنة 1987، ثم إحداث المركز العربي الإفريقي للتكوين والبحوث المسرحية لتطوير التكوين في مجال التمثيل، الذي اعتبره قنون من أهم الإشكاليات التي تواجه المسرح العربي والإفريقي.
وقدّمت مديرة مسرح الحمراء، سيرين قنون، ومدير المهرجان، عبد المنعم شويات، الأعمال المسرحية المشاركة في المسابقة، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم.
وتتمثّل أعمال المسابقة في « الرهوط » لعماد المي، و »ماخلصوناش مانخلصوش »، لمحمد علي القلعي، و »مدام م » لآسية الجعايبي، و »الترفاس » لحافظ زليط، و »أنتيليجنسيا » لنزار السعيدي، و »مدينة العجائب مرة أخرى » للثنائي أحمد أمين بن سعد وسهام عقيل، وكذلك مسرحية « ليلة القتلة » لنادر بلعيد.
ورصد المنظمون 3 جوائز للأعمال الثلاثة الأولى الفائزة. تتمثل الجائزة الكبرى في برمجة عرض للمسرحية الفائزة بالجائزة الأولى في مهرجان دولي « كبير »، وتتكفل إدارة مسرح الحمراء بمصاريف العرض والتنقل والإقامة لطاقم المسرحية.
أما المسرحية الفائزة بالجائزة الثانية، والتي تحمل اسم الممثل المسرحي الراحل مختار حشيشة، فتتمثل في منح تذاكر سفر لفريق العمل أثناء مشاركته في مهرجان دولي. وتتمثل الجائزة الثالثة، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، في تمكين أحد أفراد المجموعة المسرحية (ممثل أو تقني) من حضور دورة تدريبية تقام في إطار مهرجان « أفينيون » المسرحي بفرنسا، وتبلغ مدّة الإقامة 15 يوما.
ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الممثل القدير رؤوف بن عمر، وتضم في عضويتها كلا من وليد سليمان وهيلين كازاراس، إلى جانب اللبنانية كارول عبّود و »ايتيان مينغونو » من بوركينا فاسو.
وأعدّ القائمون على المهرجان 4 ندوات ستهتمّ أساسا بالإخراج والكتابة المسرحية. وتنتظم أولى الندوات يوم 25 مارس (س11)، بقاعة الفن الرابع، وتتمحور أشغالها حول التعرّف على العملية الإخراجية انطلاقا من تجارب مسرحية مختلفة، وهو المحور نفسه الذي تتضمّنه الندوة الثانية المخصّصة للمسرحيين الشبان، والتي ستقام في اليوم الموالي بالفضاء ذاته وفي التوقيت نفسه.
وفي ندوة بعنوان « لا أذهب للمسرح » ستلتئم يوم 27 مارس، سيبحث المشاركون أسباب عزوف الجمهور عن المسرح، فيما ستُخصّص أشغال الندوة الأخيرة لموضوع « الكتابة للإخراج المسرحي ».
وينتظم مهرجان عز الدين قنون للمسرح بالتوازي مع تظاهرة أسبوع اليوم العالمي للمسرح، التي يُنظمها المسرح الوطني التونسي، وذلك في إطار اتفاقية توأمة بين مؤسسة المسرح الوطني وفضاء مسرح الحمراء بالعاصمة.
وستسلط هذه التظاهرة المسرحية، التي تحمل اسم المسرحي الفقيد عز الدين قنون تخليدا لذكراه، الضوء على المخرجين الشبان من تونس والعالم العربي وإفريقيا، بما أن مسرح الحمراء، المنظم للتظاهرة، والذي أسسه الراحل عزالدين قنون، هو مركز عربي إفريقي للتكوين والبحوث المسرحية.
ويهدف تأسيس هذا المهرجان، وفق المنظمين، إلى التعريف بالأعمال المسرحية للمخرجين الشبان ومساعدتهم على توزيع أعمالهم في المهرجانات الدولية الكبرى.

وات