افتتح مساء  الجمعة بفضاء قصر خير الدين بالمدينة العتيقة (متحف مدينة تونس) معرض للرسوم الكاريكاتورية تحت عنوان « حرية التعبير بالخط العريض » وهو معرض متجول تشترك في تنظيمه سفارة كندا بتونس ومنظمة « مراسلون بلا حدود » ويتواصل إلى غاية يوم 15 أكتوبر الحالي.
في مراوحة بين الضحك والهزل تعري الرسوم الكاريكاتورية واقع المجتمعات وتظل هذه الرسوم شاهدا على مظاهر الظلم والاضطهاد وصولا إلى الفساد المستشري صلب العديد من الأنظمة.
وضمن محور الظلم المنتشر في بعض البلدان حيث تتولى السلطات كتابة التاريخ وفق ما يحلو لها، وحيث يسجل اختناق لحرية التعبير ومصادرة لأبسط الحقوق الأساسية، يقدم هذا المعرض للزائرين رسوما لفنانين كاريكاتوريين ينشرون أعمالهم في الصحف المحلية بل وتعرض رسوماتهم أيضا في عدد من المتاحف.
ويحتوي المعرض بالخصوص على رسوم جمعتها اللجنة الكندية التابعة لليونسكو واللجنة الكندية لحرية الصحافة في العالم التي دأبت منذ سنة 2001 على تنظيم مسابقة في الرسم المقالي تنظمها سنويا بمدينة أوتاوا الكندية يوم 3 ماي تزامنا مع الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويمكن لزائري متحف مدينة تونس خلال الأسبوعين القادمين الاطلاع على مختارات من رسومات أبرز فناني الكاريكاتور في العالم المدافعين عن حرية التعبير ومن بينهم بالخصوص ايفان انشوكوف (روسيا) وباولو فالمار متس فيلانوفا (البرازيل) وبيتر تسيمر (ألمانيا) وأندري فلدشتاين (الولايات المتحدة الأمريكية) وميشال أدار (كندا) وجون فارمر (أستراليا) ومحمد العدواني (العراق) وران تانغ لي (الصين) وعصام حسن (سوريا) وأوندر اورباي (تركيا) وحبيب حداد (فرنسا) إلى جانب رسوم فنانين من أنغولا واليوراغواي وصربيا وغيرها.
رسوم هؤلاء الفنانين تتعرض أيضا إلى شبكات التواصل الاجتماعي (خاصة الفايسبوك وتويتر) التي أصبحت تساعد وسائل الإعلام التقليدية في الدفع نحو تحقيق الديمقراطية في العالم، وذلك بفضل ما تتيحه استخدامات الهواتف الذكية من فرص للتحاور والتعبير بكل حرية عن مواضيع آنية تهم الشأن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وغيرها.
في حديثها عن هذا المعرض المتنقل الذي كان أقيم بالجزائر في شهر فيفري المنقضي قبل حلوله بتونس، لفتت سفيرة كندا بتونس كارول ماكوين في تصريح لـ(وات) أن تونس حققت تقدما كبيرا على درب تحقيق حرية التعبير والديمقراطية قائلة في هذا الصدد « توجد اليوم حرية تعبير في تونس أكثر مما كانت عليه قبل الثورة » مضيفة « وما يزال الكثير من العمل ينبغي القيام به في هذا المجال. »