افتتحت، مساء الخميس بكورنيش القراعية بالمنستير، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الاتحاد للإبداع تحت شعار « عملة مبدعون، طلبة مبدعون، أطفال مبدعون »، والذي ينظمه الاتحاد العام التونسي للشغل بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، والمنظمة الألمانية « فريدريش ايبرت »، خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر الجاري، بكرنفال من إخراج المسرحي عمر بسباس.
وأكد وزير الشؤون الثقافية، محمّد زين العابدين، في افتتاح هذا المهرجان، ضرورة تضافر جهود الجميع لإيجاد حلول للمطالب الشغلية الثقافية، بما من شأنه الارتقاء أكثر بالعمل الثقافي انطلاقا من الشراكة بين الوزارة والاتحاد، مشيرا إلى أنّ وزارة الشؤون الثقافية لها شراكات مع 1300 جمعية وتدعمها سنويا لتنظيم التظاهرات الثقافية في الجهات، تكريسا لمبدأ لامركزية الثقافة وديمقراطية الثقافة ومواطنية الثقافة.
واعتبر أنّ في هذه الاحتفالية « احتفاء بالثقافة وبالاتحاد العام التونسي للشغل تاريخا وحاضرا ومآلا، وبدوره، وما يمكنه أن يقدم اليوم وغدا لتونس الأبية »، مبينا أنّ من شأن هذه الاحتفالية « أن توطن وترسخ الوطن كقيمة أساسية تجمع بين الجميع ».
من ناحيته، أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدّين الطبوبي، أنّ « الاتحاد يشجع الإبداع ماديا ومعنويا »، ويسعي عبر تنظيم « مهرجان الاتحاد للإبداع »، إلى « الارتقاء بالفعل الثقافي وجعله شأنا مجتمعيا ثابتا، كالصحة والتعليم، باعتبار أنّ الفصل 42 من الدستور كرّس الحقّ في الثقافة »، مشيرا إلى أنّه في فترات التأسيس، وفي عهد الاستبداد، كان الاتحاد فضاء رحبا لاحتضان الثقافة الوطنية البديلة وفك الطوق المضروب على المبدعين لعرض باكورات إنتاجهم، والتي وجد العمّال النقابيون في مضامينها ما يتفق مع مبادئهم وتطلعاتهم، ويتناسب مع توقهم لإبداعات ترتقي بالذوق العام إلى مراتب لا تتوفر في الثقافة السائدة آنذاك. وشدد على أن أن « الثقافة والإبداع يعتبران من أهم وسائل الاندماج الاجتماعي ».
واعتبر الطبوبي أنّ فقرات هذه الدورة من المهرجان « تكرس الديمقراطية الثقافية، التي هي أداتنا لنبذ العنف ومقاومة النزاعات الهدامة التي تستهدف تقويض الحداثة والمعاصرة، ونشر ثقافة التدمير وفكر الموت »، مؤكدا أنّ من ينشرون مثل تلك الأفكار الهدامة « لا مكان لهم في تونس »، وأنّ « الشعب التونسي الأبي يرفض العنف مهما كان مأتاه، ويجنح دوما إلى الحوار وإلى قوّة الحجة وقوّة الإقناع ».
وأبرز أمين عام اتحاد الشغل ضرورة أن يكون « المجتمع المدني حاملا لهواجس الفنانين والمبدعين، من أجل بلورة استراتيجية عمل تنبثق عن ثقافة القرب، وتحتكم إلى مبادئ اللامركزية وحق الجميع في الثقافة ».

وات