بلوحات تجسد تراث البدو وتعايشهم مع الصحراء في ترحالهم بين الفيافي بحثا عن المرعى افتتحت عشية اليوم الخميس بساحة الصنم جنوبي مدينة زعفران من ولاية قبلي، الدورة الثانية لمهرجان زعفران الدولي الذي سيتواصل على امتداد ثلاثة ايام بمشاركة مجموعة من الفرق الشعبية والفلكلورية من تونس والجزائر وليبيا
واوضح عضو لجنة تنظيم المهرجان ومخرج العمل الملحمي الذي انتظم عشية الخميس الهادي بلغيث  ان هذه التظاهرة « تختزل حقبة هامة من تاريخ منطقة العضارة المسمات اليوم بقرية زعفران منذ ان استوطنها الاباء والاجداد في مجموعة لا يتجاوز عددها ال100 شخص، وصولا الى اليوم وما باتت عليه المنطقة من ازدهار يبين نجاح الانسان في تحدي الصعاب وخاصة تحدي الطبيعة القاسية ليؤسس موطنا يستطاب فيه العيش ويرمز الى الحياة ».
واضاف المصدر ذاته انه حاول عبر العمل الملحمي (ملحمة العضارة) الذي تابعه المئات من اهالي المنطقة وعدد من الوافدين عليها من داخل تونس وخارجها ان يبرز « ثراء الموروث الحضاري للجهة من خلال لوحات تراثية تجسد تنقل البدو في الفيافي عبر القافلة والمرحول والدولاب ثم استقرارهم في نجع حول الماء مع لوحات العرس التقليدي ولوحات السمر بالنجع اضافة الى لوحات الفروسيية وسباقات المهاري ».
من ناحيته، اكد مدير الدورة مرزوق بن عون ان هذا المهرجان الفتي « يمثل محطة ثقافية جديدة بربوع الجهة تعمل على احياء التراث والتعريف به للاجيال الشابة قصد المحافظة عليه والسعي الى صقله وحسن استغلاله في الجانب الثقافي والسياحي »، وبين ان « لوحات المهرجان تجسد نمط عيش الاباء والاجداد وما عانوه من صعوبات في تحديهم لطبيعة الصحراء القاسية فضلا عن طرق احيائهم للعرس التقليدي وتنقل العروس من بيت اهلها الى بيت زوجها في الجحفة التقليدية المحمولة على ظهر افضل الفحول من الابل ».
وبدورهم، عبر عدد من المشاركين في هذا المهرجان على غرار رئيس الجمعية الثقافية بولاية باتنة من الجزائر شريط حميد عن سعادته بالمشاركة صحبة فرقته للفنون الشعبية التراثية في احياء هذه التظاهرة وتاثيث فقراتها خاصة وانها « تمثل فرصة للتعريف بالتراث الجزائري القريب الى حد بعيد من التراث التونسي »، وهو ما ذهب اليه ايضا رئيس فرقة كنوز الاصالة للتراث وللفنون الشعبية بليبيا محمود العجالي الذي اشار الى انه « يشارك مع فرقته لاول مرة في هذا المهرجان الا انه اكتشف عمق التقارب في العادات والتقاليد بين تونس وليبيا ومدى تعلق الاهالي بالتراث وحرصهم على التعريف به واحيائه »، وهو ما يعكسه الحضور الغفير للجمهور الملم بالتراث الشعبي بساحة المهرجان.
يشار الى ان الفقرات التنشيطية وخاصة العروض التراثية تتواصل خلال ايام المهرجان الثلاثة التي ستحتضن ايضا سباقا للعدو الريفي ومارطونا في القدرة التحمل للابل على مسافة 21 كلم علاوة على تنظيم معرض للصناعات التقليدية وسهرة للشعر الشعبي.

وات