البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

600

اصدار جديد بالفرنسية للصحفيتين الفة بلحسين وهادية بركات بعنوان  »هذه الكلمات التي تصنع تونس »

  انتظم مساء أمس الجمعة بمقر مكتبة  ميلفاى  بالمرسى حفل تقديم وتوقيع كتاب  هذه الكلمات التي تصنع تونس  الصادر بالفرنسية للصحفيتين الفة بلحسين وهادية بركات وأبرزت المؤلفتان أن الكتاب الذى جاء في شكل معجم لكلمات الثورة والمرحلة الانتقالية في تونس بعد 14 جانفي 2011 بدأت أفكاره تتبلور في ذهن كلينا منذ الايام الاولى التي تلت ذلك التاريخ  خامرتنا فكرة أنه يوما ما بعد عشر سنوات أو عشرين أو مائة عام سيأتي من بين المؤرخين من يريد دراسة الثورة التونسية والمرحلة الانتقالية التي تلتها  ومن هنا تملكنا هاجس نقل وتسجيل صدى الكلمات والعبارات التي تخلصت من الخوف والمنع  هكذا تحدثتا عن الاصدار الفة بلحسين وهادية بركات هما صحفيتان بالأساس  ولكنهما  حاولتا خلال هذه التجربة الجديدة في الكتابة  التخلص من عدة قيود على غرار الفضاء والوقت والأخبار والخط التحريرى ليسمح لهما العمل على هذا الكتاب من المضي قدما في البحث عن المعنى وعن الدوافع الخلفية للكلمات عملية التحقيق والتحليل مكنت هي الاخرى هاتين الكاتبتين من الغوص في مصادر الكلمات موضوع البحث والتي يعود بعضها الى الحقبة الاستعمارية مثل كلمة  ديقاج   ارحل  أو عبارة  حثالة فرنكوفونية   في ستينات القرن الماضي  أو شعار  شغل  حرية  كرامة وطنية   في السبعينات  هي محاولة للتوثيق وللحفاظ على الذاكرة ولرواية قصة المرحلة الانتقالية في تونس ما بعد الثورة  هكذا تقدم بلحسين الكتاب معتبرة أنه  يعد احياء لتلك الاجواء والأوقات المهددة بالنسيان في فترة يشعر فيها البعض بخيبة أمل ثورى  وفق تقديرها وأوضحت الفة بلحسين الاطار العام الذى نشأت فيه فكرة اعداد الكتاب والتي تعود الى ظرف معين عاشته تونس بين ديسمبر 2010 وديسمبر 2015 مع انتهاء المرحلة الانتقالية في الحكم وفسرت العوامل التي شجعت كلا من الصحفيتين على اعداد هذا الكتاب وقالت  حظي هذا الموضوع بعددين خاصين في جريدة  لابراس   التي تجمع الصحفيتين  نشر الاول في 14 جانفي 2012 والثاني تم نشره في بعض الوسائل الاعلامية يوم 3 ماى 2012 بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وتم اثراء هذين العددين الخاصين بتحقيقات وتقارير وشهادات للجهات الفاعلة بهدف اعداد كتاب يمكن اعتماده كوثيقة تاريخية  وأضافت  في 14 جانفي 2014 قمنا بأعداد ملف نشر في جريدة لابراس بعنوان  كلمات المرحلة الانتقالية  تناولنا فيه حوالي 30 كلمة وشعارا ومفهوما  تم نشرها فيما بعد على صفحاتنا في الفايسبوك ونظرا  للنجاح الذى لاقاه هذا الملف قررنا تاليف كتاب حول كلمات الثورة وعن سؤال  لماذا هذا الكتاب    أجابت الفة بلحسين   يوم 14 جانفي 2011 تعالى صوت واحد  ديقاج   ارحل  وفي الاسابيع التالية مزقت صور ورفعت شعارات حول الحرية  اختفت الشرطة فجأة ونظمت اعتصامات في القصبة وفي غيرها  وأقيمت منتديات للنقاش السياسي في شارع الحبيب بورقيبة لقد شهدنا تدفقا غير منقطع للكلمات  انه انفجار حقيقي وأضافت  تسارعت الاحداث بنسق غير مسبوق  هي لحظات فارقة عاشها الصحفيون الذين غالبا ما اعتبروا  مؤرخين يوميين   كل هذه العوامل أفرزت هذا الكتاب تلك الفترة في تاريخ تونس سجلت ظهور كلمات وألفاظ وتعابير تعد نسبيا تقنية مثل  علمانية  و حياد وصفتها بلحسين بعبارات عصر شهد أحداثا هامة رافقتها طريقة جديدة في الكلام ومن جانبها قدمت هادية بركات التمشي الذى تم اعتماده متحدثة عن خصائص تلك الكلمات التي جمعت بينها قواسم مشتركة وهي التوقيت أو التاريخ والمكان والتكرار وشددت على أن الصلة التكرارية التي ربطت بين هذه الكلمات سواء في وسائل الاعلام أو في مواقع الشبكات الاجتماعية جعلت لها معنى وفق المقاربة السيميائية للمفكر الفرنسي رولان بارت صاحب فكرة  الاشياء التي تتكرر يصبح لها معنى وقالت هادية بركات  هي كلمات فاعلة  اذا ما اعتمدنا نظرية المفكرة حنا أرندت التي تقر بأن الكلام والأفعال شيء واحد وأشارت الى أهمية الدراسة التي أنجزتها أخصائية اللغة  الاستاذة الراحلة نبيهة جراد حول  الثورة التونسية  حدث لغوى يصنع التاريخ 0 وتبنت بركات هذه المقاربة لتعتبر أن هذه الكلمات التي ظهرت في تلك الفترة صنعت التاريخ مع التأكيد على أنها كلمات خرجت من رحم الازمات وأنتجت فوضى كلامية متعددة المعاني والتأويلات  الكاتبتان اعتمدتا على بحوث وثائقية وعلى شهادات لنحو  70 شخصية تونسية توزعت بين مؤرخين وحقوقيين وأخصائيين في علم الاجتماع والعلوم السياسية والانثروبولوجيا وغيرها الى جانب فاعلين في المجتمع المدني وقلة من السياسيين مقتصرين على نائبين في البرلمان ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي صاحب مقولة  هيبة الدولة   وراشد الغنوشي   رئيس حركة النهضة  باعتباره مؤلف عديد الكتب حول الاسلام والسياسة بحثت الكاتبتان في أصل الكلمات وتطور معانيها واستعمالاتها لتصبح  كلمات مفاتيح  تفسر وتصور ما حصل في تلك الفترة فهرس الكتاب ضم 63 كلمة حسب الترتيب الابجدى جاءت لتؤرخ لأحداث ومراحل انتخابية وأزمات وكذلك للفاعلين الذين ظهروا في تلك الفترة والأدوار التي قاموا بها  هي رواية لما حصل في مسرح الاحداث بل وفي كواليسه أيضا  بحسب المؤلفتين اللتين أكدتا على التزامهما بقواعد الكتابة الصحفية في انجاز هذا الاصدار ليفرز رواية لحقائق تاريخية  وفق تقديرهما  توصلنا الى أن الكلمات تعد مادة حية للبحث  فالكلمات قالت لنا الكثير وكشفت لنا عن العديد من الاسرار ولكن لا يزال لديها ما يقال خاصة بالنسبة للمهتمين بالبحث في هذا الشأن  على حد تعبير بركات التي خلصت الى القول  هي كلمات لها وقع أقوى من السلاح .

 

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو