احتضن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية « النجمة الزهراء » بعد ظهر يوم الأربعاء29  جوان  حفل اختتام مشروع « الموسيقى كمحرك للتنمية المستدامة » الذي يقام بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة « يونسكو ».

وسبق حفل الاختتام الرسمي لهذا المشروع، الذي يترأسه وزير الشؤون الثقافية الأسبق مراد الصقلي، تنظيم حلقة تفكير حول « الموسيقى كمحرّك للتنمية المستدامة »، تناول خلالها المشاركون جملة من الصعوبات « المعطّلة » لفن الموسيقى والتي تحول دون جعلها صناعة فنية حقيقية ومحرّكا للاقتصاد.
وتطرّق المشاركون في هذه الحلقة إلى محدودية البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى مختلف المبدعين في الجهات التونسية، بالإضافة إلى النقص الحاصل على مستوى الهيكل التنظيمي للقطاع على غرار تعطّل إصدار مشروع قانون الفنان والمهن الفنية.
ومن الإشكاليات التي عطّلت مساهمة الموسيقى في التنمية المستدامة، أشار الفنان الموسيقي والجامعي حمدي مخلوف، وهو مدرّب وعضو لجنة التحكيم في مشروع « الموسيقى كمحرك للتنمية المستدامة » إلى وجود مشكل اقتصادي ومالي لتمويل المشاريع الموسيقية، مضيفا « هناك غياب لإرادة سياسية حقيقية من أجل النهوض بالقطاع الثقافي وهذا يظهر من خلال محدودية الميزانية وغياب سياسة ثقافية واضحة ».
وأكد المشاركون على وجوب مزيد الاهتمام بالمجموعات الموسيقية ومساعدتها على تطوير أعمالها حتى تشعّ على المستوى العالمي.
وضمن الاختتام الرسمي لهذا المشروع، تمّت الإشارة إلى أن المنصة الرقمية المتعلقة بالمشروع سيقع إطلاقها في غضون أسبوعين، وهي منصة موجهة بالخصوص إلى المهنيين ومتعهدي الحفلات والمنتجين ومديري المهرجانات. وهي تهدف إلى التعريف بالأعمال الموسيقية والمساعدة على ترويجها على المستويين الوطني والعالمي، فضلا عن دورها في إنشاء شبكة من مديري الأعمال الفنية والموسيقيين.
واختتم مشروع « الموسيقى كمحرك للتنمية المستدامة » بعرض أربع مقطوعات موسيقية هي نتاج 4 مشاريع موسيقية لأربع مجموعات فائزة، وقد تمّ انتقاؤها من ضمن 43 مجموعة موسيقية من مختلف جهات الجمهورية، وهي مجموعات مازالت في مستهلّ مسيرتها الفنية، وفق ما أفاد (وات) حمدي مخلوف الذي ثمّن المهارات التي يتمتع بها المشاركون وما قدموه من « أفكار جيّدة في حاجة لمزيد البلورة والتأطير والمرافقة حتى تسلك دربها في الساحة الفنية بنجاح ».