غصت مدارج المسرح الأثري بالجم، صباح الأحد، بمئات المواكبين لفعاليات الدورة الرابعة من الأيام الرومانية لينتشوا بعروض المجالدين في استحضار لمجد حضارة تركت للتاريخ روايتها ورحلت عن أرض تونس.
صغار وكبار وسياح حملت الحماسة إلى إطلاق صيحات التشجيع على إيقاع السيوف والرماح وطبول الحروب التي ترددت في أرجاء مسرح « تسدريس » الذي تصدره الملك والحاشية واصطف على جانبيه النبلاء والمحاربون.
وظل الراوي يطل بين العروض ليحكي عن الحضارة الرومانية والأمجاد التي شهدها المسرح الأثري بالجم حتى يتشبع الناشئة بتاريخ لا تزال خطوطه مرسومة على كل حجر وبين الجدران.
وزادت العروض الراقصة والموسيقى، التي اجتهد مختصون في استنباطها حتى تنقل الجمهور إلى عصر أفل، الفرجة رونقا وجمالا عبر تعابير تارة تحيل على مكانة المرأة عند الرومان وتارة ترسم جمال الأنوثة والخصوبة والأنفة.
وكان الأطفال والتلاميذ قد واكبوا طيلة أيام المهرجان، من 22 إلى 24 مارس 2019، أكثر من 11 ورشة خصصها المنظمون للتعلم والاطلاع على غرار الفسيفساء والطين والرسم والكتابة على ورق البردي وصك العملة الرومانية.
كما تم تنظيم ورشات الجندي الصغير والأثري الصغير وورشة صناعة أطواق الورد وصناعة الخوذة الرومانية إلى جانب الرماية بالسهم وألعاب تراثية إلى جانب اقامة معارض للفسيفساء والرسم والخزف والجلود ومعرض لمعدات أسلحة المجالدين الرومان وعرض تطبيقي لتقنيات الرسم الروماني يشرف عليه باحثون مختصون.
وتعززت الدورة الرابعة للأيام الرومانية، التي تنظمها جمعية نحن نحب الجم تحت إشراف المندوبية الجهوية للثقافة بالمهدية، بعرض تطبيقي لفن الخزف وآخر لتقنيات صناعة الجلود في العهد الرماني مع عرض لأصناف من الأطباق والأكلات الرومانية مع حصة تذوق للعموم.

وات