بحضور عدد من عشاق الفن السابع والمولعين بالشأن الثقافي وضيوف الشرف من دول شقيقة، اختتمت مساء الخميس، بالمركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان صفاقس الدولي للسينما المتوسيطة، وذلك بالإعلان عن نتائج المسابقة الرسمية للأفلام التي تم عرضها من 11 إلى 13 نوفمبر الجاري، وعددها 14 شريطا من 10 دول متوسطية هي إسبانيا وايطاليا والمغرب والجزائر وليبيا ومصر وفلسطين ولبنان وسوريا فضلا عن تونس.
وقد آلت الجائزة الذهبية الأولى إلى شريط « الرمق الأخير » من سوريا. أما الجائزة الفضية الثانية فقد كانت من نصيب شريط « انت شكون » من تونس. وبدوره حاز شريط « مراسل مع وقف التنفيذ » من فلسطين على الجائزة البرونزية الثالثة، في حين أحرز الشريط الكارتوني « القرندي » من إسبانيا على جائزة لجنة التحكيم.
وتم خلال حفل اختتام المهرجان تكريم عديد الوجوه الثقافية والفنانين، على غرار رضا التركي، وتوفيق قيقة، وليلى بن رحومة، ومريم بن شعبان، وتوفيق البحري، وخالد بوزيد، وقابيل السياري، وفرحات هنانة، والهاشمي العاتي، وأمير أباظة من مصر … وغيرهم، الذين أعربوا عن تثمينهم لهذه التظاهرة الثقافية السينمائية وأملهم في أن يحظى هذا المهرجان بالاهتمام والدعم اللازمين من قبل سلطة الإشرف والمجتمع المدني، من أجل أن يصبح في حجم أيام قرطاج السينمائية.
وقد راهن مهرجان صفاقس الدولي للسينما المتوسطية في دورته الثالثة، التي شهدت تكريما خاصا لفقيدي السينما التونسية « نجيب عياد » و »شوقي الماجري »، من خلال عرض شريط « مملكة النمل » يوم 11 نوفمبر الجاري بحضور عدد من ممثلي الفيلم، على إبراز تاريخ الحضارة الرومانية، والبعد المتوسطي المتجذر في فسيفساء الموروث الثقافي التونسي، وذلك عبر تثمين هذا الموروث الحضاري القديم، وطرح رهانات الحاضر والمستقبل.
وبالتوازي مع العروض بمدينة صفاقس، برمجت إدارة المهرجان عرض عديد الأفلام في عدد من المناطق الريفية بولاية صفاقس، وعرض شريط « بروتوفارينا » في السجن المدني بصفاقس، وذلك بحضور فريق الفيلم ومخرجه « ابراهيم لطيف ».
وقد كانت السينما التونسية شريكا فاعلا في محتوى الدورة الثالثة لمهرجان صفاقس الدولي للسينما المتوسطية، وذلك عبر تخصيص عشرات من تلامذة المعاهد الثانوية لتنشيط ورشات تحليل محتوى الأفلام، وعرض نموذج لمشروع المكتبة السينمائية يوم الاربعاء 13 نوفمبر بدار الثقافة باب البحر بصفاقس.
كما تضمن برنامج هذه الدورة الثالثة عديد الورشات في التصوير السينمائي والإخراج السينمائي وكتابة السيناريو، إضافة إلى « ماستر كلاس » أول، حول دور الإنتاج التونسي الإيطالي في تثمين الموروث الروماني المشترك بمشاركة « رضا التركي » و »منصف حقونة »، و »ماستر كلاس » ثان، حول المقاربة البيداغوجية لمنتدى نيويورك للأفلام الأمازيغية بمشاركة « حبيبة بومليك » و »سبيكة بحري » و »سمير الزغبي ».