البث الحي

الاخبار : متفرقات

668_334_1482253638

إحياء مائوية الفيلسوف التونسي محجوب بن ميلاد

ببادرة من وزارة الشؤون الثقافية، احتضنت دار الثقافة ابن رشيق مساء اليوم السبت، ندوة ثقافية بمناسبة مائوية الفيلسوف التونسيمحجوب بن ميلاد.

ولد بن ميلاد بقرية بمنزل جميل من ولاية بنزرت في 4 جويلية 1916، وتلقى تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية وبمعهد كارنو، وحصل على الاجازة في الفلسفة
والاجازة في الادب العربي ثم شهادة التبريز في الاداب العربية من جامعة باريس سنة 1948.
وعمل محجوب بن ميلاد تسع سنوات مذيعا بمذياعي تونس وباريس من سنة 1938 الى 1948، وكان خلال ذلك يواصل تعليمه العالي، ثم درس استاذا للفلسفة
بمدرسة المعلمين منذ سنة 1948.
وللفيلسوف عدة ملؤلفات مخطوطة في الادب والفسلفة، وقد أذاع 35 محاضرة عن تاريخ السنة المحمدية وإفلاس الفقهاء وذلك خلال العام الدراسي 1955/1954 ،
كما نال شهادة الدكتوراه في الفلسفة ببحث حول الغزالي.
ومن أبرز مؤلفاته، نذكر « الحبيب بورقيبة في سبل الحرية التونسية » و »الفكر الاسلامي بين الامس واليوم » و »تحريك السواكن في شؤون التربية ».
واعتبر الاستاذ الطاهر بن قيزة، خلال مداخلته التاطيرية، ان اللقاء يندرج ضمن « واجب الذاكرة  » لاحياء ذكرى « استاذ الاجيال » محجوب بن ميلاد والاعتراف
بالجميل لمفكر مبدع كان له الاثر الكبير على طلبته وعلى البلاد ككل، بفكره التنويري الحداثي والفلسفي الاسلامي.
وبيّن أن فكر بن ميلاد، قد تمحور اساسا حول ما سماه » تحريك السواكن في شؤون التربية » مع اهتماماته بتاسيس الفلسفة الاسلامية ومحاولتة ربط الفلسفة بالشان
العام وبالسياسة.
ولفت الى ان محمود بن ميلاد طالما ارتبط بهواجس عصره سواء تعلق الامر بالمسائل الوضعية اوالوجودية اوالمادية، باحثا في خضمها عن فكرة الوسط دون
الانخراط في سياق المادحين او القادحين بل يحاول ان يطور موقفا نقديا، فنجده يدعونا الى تجديد روح الاسلام بالعودة الى روح القران وليس الى التقليد عبر
« تحريك السواكن » باعتباره العامل الذي يجعل الناس تستيقظ من سباتها العميق.
وأكد بن قيزة ، ان محمود بن ميلاد قد نجح في تاطير طلبته من خلال طريقته البيداغوجية المحفزة للتعويل على انفسهم والتفطن الى ان تراثهم يحمل الكثير من
المعطيات الهامة والاساسية التي يمكن ان ينطلقوا منها كي يكونوا منفتحين على الغرب و يتعلموا منها دون ان يكونوا تلاميذ قابعين وإنما تعلّما نقديا يلائم معطيات
الغرب مع الحفاظ على الهوية العربية الاسلامية وخصوصيتها.
وأشاد بنجاح هذا المفكر في أن يكون رائدا لنمط نقدي من التفكير الذي يؤكد على ضرورة التجديد دون التقليد، لانه كان يرى أن الاسلام لايجب أن يعامل باعتباره
 » حبسا من الأحباس » بل هو موضوع يربط من خلاله الانسان علاقة خاصة بينه وبين ربه.
وفي عودة على بعض كتب ومحاضرات الفيلسوف محمود بن ميلاد أوضحت الاستاذة رشيدة السمين، اعتماده على الركائز الاساسية لاصلاح المنظومة التربوية في
زمانه، وارتكاز كتبه على الفكر الفلسفي الحداثي الذي اطلع عليه من الغرب، فضلا عن توظيفه للارث الديني العربي الاسلامي وبعض كتب المفكرين العرب
الذين تحدثوا عن التربية مثل ابوحامد محمد الغزالي وعبد الرحمان ابن خلدون.
وانتقدت في هذا الصدد، عدم ذكر محمود بن ميلاد لبعض المحاولات الفكرية لاصلاح المنظومة التربوية في كتاباته وصلت الى حد التغافل عنها رغم انها كانت
معاصرة له، على غرار كتاب « التعليم الاسلامي وحركة الاصلاح في جامع الزيتونة » للمصلح الاجتماعي الطاهر الحداد، وكتاب « اليس الصبح بقريب » للشيخ
كما انتقدت السمين، محاولته التوفيق بين الفلسفي والديني في اصلاح المنظومة التربوية، معتبرة انها عملية قد تخل وتحيد بالمنظومة التربوية عن مسارها والتي تعتمد
على العقل والمنهجية العلمية، ماساهم دون قصد منه في تعطيل المنظومة التربوية بعض الشيئ، وفق تقديرها.
ونوهت في المقابل بالمجهود الذي قام به في كتاباته من تشخيص للوضع انذاك ومحاولاته الجدية للخروج بالمنظومة التربوية من وضعها المتردي.
من جانبه، ابرز الاستاذ نبيل بن عبد الله، اهمية برنامج مشروع تحريك السواكن لمحجوب بن ميلاد الذي ضمنه ضمن عدة كتب، والتي يحث من خلالها المجتمع
التونسي والعربي على النهوض والقطع مع التبيعية والتخلف عن طريق بناء منهج النقد والشك وبناء الحس الفلسفي لدى الناشئة والاجيال الصاعدة حتى تبلغ ذروة
تقدمها وتطورها وتقطع مع التبعية والتخلف التي كانت سائدة قبل الاستقلال.
واعتبر أن محجوب بن ميلاد قد اراد من خلال تحريك السواكن ان ينشا جيلا تكون له هويته الخاصة واستقلاليته عن كل ما يجعله في تبعية للاخر.
واعاب بن عبد الله، على المفكر محجوب بن ميلاد تمجيده المبالغ فيه للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي وصل الى حد القدوسية والتاليه دون أن يوجه له أي نقد،
وهو ما جعل البعض يشك في نواياه الحقيقية تجاهه.
وتضمن اللقاء فاصلا موسيقيا قدمه العازف جمال قلة وقراءات شعرية مع مرافقة موسيقية لكل من سوف عبيد ومنذر العيني وسندس بكار.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو