تسجّل السينما الجزائرية حضورها في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بشريط « الحياة ما بعد » للمخرج أنيس جعاد، وهو العمل الطويل الأول في رصيده بعد مجموعة من الأفلام القصيرة.

وتمّ تقديم هذا الفيلم، مساء أمس الاثنين بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، أمام شبابيك مغلقة، بحضور مخرج الفيلم والبطليْن ليديا لعريني وأحمد بلمومن.
وتدور أحداث الفيلم في 105 دقائق حول الأم « هاجر » وابنها « جميل » الفتى المراهق البالغ من العمر 16 سنة، يقطنان بأحد أرياف الغرب الجزائري. تضطر الأم مكرهة على اصطحاب ابنها والانتقال للعيش في مدينة مستغانم الساحلية بعد أن اتهمها سكان قريتها بالزنا. غير أن المستقرّ الجديد للأم وابنها كان قاسيا وصعبا بسبب الفقر والبطالة والتحرش.
وتحاول هاجر حماية نفسها وابنها والعمل على توفير لقمة العيش، لكنها تفقده بعد أن ركب البحر في هجرة غير نظامية نحو اسبانيا لتعود به إلى قريتها جثة هامدة.
ويثير هذا الفيلم مجموعة من القضايا الاجتماعية عن صورة المرأة في المجتمع والظلم الذي تتعرض إليه في الجزائر، وهي صورة تنطبق أيضا على الدول العربية، حيث تسود عقلية المجتمع الذكوري وتتعدد حالات التحرش الجنسي واستغلال المرأة.
ويتطرق الفيلم أيضا إلى ظاهرة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا ومآسيها وإلى ظواهر الفقر والبطالة.
أما الخصائص الفنية المميزة للفيلم، فقد قامت بالأساس على السكون وعلى المشاهد الداكنة لفصل الشتاء وما ترمز إليه من كآبة وجمود وتراجيديا.