البث الحي

الاخبار : مسرح

nessri_2016-02-15083250

أرض الفراشات لسامي النصرى كتابة ركحية جديدة تبحث في مسألة تغير قيم المجتمع التونسي

من المقاعد الخلفية للجمهور  بدأ الهتاف يعلو في نسق تصاعدى  وعمت المكان جلبة وضوضاء  حتى خيل للمتفرج احتداد خلاف بين شقين من الجمهور  ليفاجئ الجميع بعد ذلك بالطاقم التمثيلي للمسرحية بصدد التحرك بين المقاعد  معلنين بداية العرض الاول لمسرحية  أرض الفراشات  التي أخرجها سامي النصرى واشترك في صياغة نصها مع نورالدين الهمامي هذا العمل المسرحي الجديد الذى أنتجه مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف  واحتضن عرضه الاول مساء الجمعة  هو ملحمة درامية دامت أكثر من 90 دقيقة  حاول خلالها المخرج سامي النصرى معالجة مسالة تغير القيم والمبادى  مركزا في الجانب الاكبر من العمل على مفهوم  الارض والهوية  ليكشف عن  تغير القيم الانسانية  كما يقول  من حيث أنماط العيش والتفكير والتواصل والحب والصراع  وهو تغير يشمل تركيبة السياسي والاجتماعي والثقافي  ويمس أيضا الجانب الانساني فيه صورة الصراع على الارض والهوية  أبرزها المخرج من خلال  شخصية نعيمة بن خليفة خريجة الجامعة  التي تحاول صد أطماع عمها في الاستيلاء على أرض والدها المتوفي ومطالبتها باعادة توزيع الميراث   أو من خلال التطرق الى القضية الفلسطينية التي ربطها المخرج بقيمة الارض أيضا ليكون الصراع الدائر صراع قيم ورموز ومفاهيم وجغرافيا وتاريخ ويحذر سامي النصرى  في مواقف ووضعيات مختلفة من المسرحية  من خطورة ضياع قيم التسامح والبناء وحب الوطن  لانها سلاح المجتمع في الحفاظ على تماسكه ووحدته ضد قيم التطرف والارهاب والعنف الذى كانت مشاهده حاضرة بقوة في الفضاء الجامعي الذى من المفترض أن يكون فضاء للعلم والمعرفة  لكنه أصبح في  أرض الفراشات  مكانا للصراع وأعمال العنف وليس العنف في هذا العمل المسرحي عنفا ماديا ملموسا  كما أنه ليس صراعا اجتماعيا مالوفا فحسب  وانما بدأ عنفا اقصائيا يتجسد في غياب التنمية والعدالة الاجتماعية  وتغييب رموز تاريخية وذاكرة شعب بأكمله ثمانينات القرن الماضي  هي الزمان الذى تدور فيه أحداث المسرحية  وقد قام المخرج باسقاطها على الواقع الحالي  لتشابه وتيرة الاحداث  على حد تقديره  مضيفا أن  عشرية الثمانينات تتالت فيهاالازمات السياسية والاجتماعية خاصة أحداث قفصة سنة 1980  وأحداث الخبز سنة 1983 وأحداث حمام الشط سنة 1985 وتولي بن علي الحكم سنة 1987 ويرصد سامي النصرى من خلال استحضار الماضي وربطه بالواقع الحالي  أزمة المجتمع التونسي واشكالية التأرجح بين ما هو عليه وما يطمح الوصول اليه  فترى الشخصيات تتخبط وتتمزق في صراع تراجيدى مع واقعها الحالي  باحثة عن رمز يقودها نحو هذا التغيير المنشود  فتحاول استرجاع  رموز فاعلة من التاريخ في المجال السياسي والثقافي والثورى على غرار علي بن غذاهم والحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف ومحمود المسعدى وأبو القاسم الشابي وغيرها من الاعلام الوطنية الفاعلة في التاريخ الحديث مسرحية  أرض الفراشات  كتابة ملحمية جديدة كسرت الجدار الرابع بين الركح والجمهور  أو ما يصطلح تسميته بالجدار الوهمي  لترسم صورة المجتمع بأسلوب فني جمع بين السخرية والنقد والمواجهة بين المواقف المتباينة  ورغم مشاهد العنف والصراع الذى سيطر على الجو العام للعرض  الا أن نهاية المسرحية تفتح أبواب الامل نحو واقع جديد تتسع فيه أرض تونس للجميع مهما كانت اختلافاتهم وهو ما يوحي به عنوان هذا العمل  أرض الفراشات  التي ترمز الى تحرر الفراشة من شرنقتها التي كانت  تكبلها وشارك في تجسيد شخصيات مسرحية  أرض الفراشات   ثلة من  المسرحيين الشبان وهم نور الدين الهمامي  وريان قيرواني  وعبد السلام بوزيدى  والازهر فرحاني  وسيف الدين الشارني  ومحمد شوقي خوجة  ورمزى ذرايعية  وناجي الشابي  وشيراز عيارى  وهدى حماوى  وصبرين عمامو  وثريا بوغانمي وجدير بالذكر أن الفنان المسرحي سامي النصرى الذى يشرف على ادارة مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف منذ جانفي 2015 هو خريج المعهد العالي للفن المسرحي بتونس سنة 2000  وتولى اخراج العديد من الاعمال المسرحية منها  التنين والذئب  سنة 2002  و الريح والفرس وهلال ونجمة سنة 2010 واخرها مسرحية  النسور  سنة 2013 والتي كتب نصها أيضا بالاشتراك مع المسرحي نور الدين الهمامي.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو