فراغ يملا الركح وترانيم وأصوات وغمغمات غير مفهومة تسود الارجاء توازيا مع دخول الجمهور الى قاعة العرض فتتكون لدى المتفرج فكرة أولية عن ايقاع العرض ومضمون العمل المسرحي الذى سيتابعه.
ومع انارة الركح ودخول الممثلين تتجلى ملامح مسرحية التابعة لتوفيق الجبالي ويعيد المشهد الاول منها بعض الاحداث التي عرفتها الثورة التونسية مرورا بالاغتيالات السياسية وأحداث العنف المتتالية التي شهدتها تونس في تلك الفترة.
وتتمثل طرافة التابعة في أنها لم تتطرق للوضع السياسي الحالي بقدر ما أثارت أسئلة بقيت غامضة لدى عامة الناس حول حقيقة الاحداث الاليمة التي مرت بها تونس لتطرح مسالة التفسيرات المتعددة للحدث الواحد مما جعل المواطن يتأرجح بينها باحثا عن حقيقة واحدة لم يجدها في وسائل الاعلام ولا في الاوساط السياسية.
ويثير توفيق الجبالي من خلال التابعة جملة من الاسئلة التي تراود المواطنين من قبيل هل الحقيقة تكمن في الجهر بها أم بإخفائها وما قيمة حقيقة الاحداث ان كانت مخفية وغير معلنة وما هي الاسرار التي أحاطت بوقائع الثورة التونسية وبالربيع العربي .
وسيكون لمسرحية التابعة سلسلة من العروض المتتالية بفضاء التياترو وذلك يومي 9 و10 من الشهر الجاري، وجدير بالذكر أن مسرحية التابعة للمخرج توفيق الجبالي جسدتها مجموعة من المسرحيين الشبان وهم غسان حفصية وليلى اليوسفي وزهرة الزموري ويسر القلعي وزياد العيادي ومحمد على العريبي وسيرين بن يحيى.