53 لوحة فوتوغرافية اختارها المصور الفوتوغرافي عمر عبادة حرز الله من البطاقات البريدية القديمة وارشيف المصورين القدامى والبسها ثوب اللوحة الفنية بمقاييسها المختلفة لتجتمع في رواق الفنون ببن عروس في معرض يحمل عنوان « ذاكرة تونس المدينة ».
هي 53 صورة بالأبيض والأسود توثق لتاريخ تونس القديمة … صور مقتطعة من الماضي البعيد، ترصد وتحكي رواية المكان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، صور ارتأى من خلالها عمر حرزالله ، السفر في تاريخ تونس ليرصد بعدسة المصور الفوتوغرافي أزقتها ومعالمها ومقاهيها القديمة تنشيطا للذاكرة وحنينا إلى مراتع الزمن الجميل حيث بدايات تشكل معمار تونس الحديثة.
تونس المدينة تحضر في سجلات عمر عبادة حرز الله بشوارعها وأبوابها ونوافذها العتيقة بهندستها المعمارية التي يمتزج فيها معمار مدن المتوسط لتكون شاهدة على ذاكرة تلك الأماكن التي مازال بعضها يحضر بيننا .
معرض « ذاكرة المدينة » قال عنه حرز الله انه استغرق في جمعه حوالي 50 سنة من البحث في الموروث العمراني القديم والصور المتوزعة بين عدسات المصورين القدامى والبطاقات البريدية لتونسيين منهم وأجانب حتى يحصل على هذه التوليفة الفنية توثيقا للمكان بكل تفاصيله، وهي عادة اشتغل عليها الفتوغرافي سابقا في تأريخه لمدن تونسية عديدة على غرار مدينتي بنزرت والمنستير مسقط رأسه.
ما يجمع بين هذه الصور هو ندرتها يقول عمر حرز الله ، حتى أن بعضها يعتبر نفائس قيمة ولامثيل لها ، فهي فريدة من حيث المحتوى وزاوية التقاط عدسة المصور مشيرا أنها بمثابة عمل توثيقي لحقبة زمنية تمتد الى نهاية القرن التاسع عشر تحضر فيه تفاصيل المعمار والمكان وجوانب مختلفة من حياة التونسي في ذلك الزمن.
في معرض ذاكرة تونس الذي افتتح يوم 7 جوان المنقضي ويتواصل إلى غاية يوم 28 من الشهر ذاته، تستحضر بداية بناية الكنيسة بشارع بورقيبة ومقاهي باب الخضراء القديمة وساحة القصبة قديما وجامع العلم او جامع القصبة وتقاطعات الانهج والازقة في المدينة القديمة وميناءها التجاري واقواسها وأسواقها وحدائقها في إطلالة جميلة على المكان من زوايا الذاكرة .