يعرض الفنان التشكيلي محمد خالد زغدود لوحاته بتقنية النحت على خشب الزيتون وتقنية الحروفية في فضاء روضة أبي القاسم الشابي بتوزر طيلة شهر كامل من 15 ماي وحتى 15 جوان تحت عنوان لمحات وهو واحد من بين عدة أنشطة ينفذها الفنان ضمن مشروع الوجود الواحد بتمويل من مركز الحوار العالمي وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية بتوزر.
ويحتوي المعرض على ثمانية وعشرين لوحة نقشت عليها آيات من القرآن الكريم أو بعض الكلمات المستوحاة من الثقافة الإسلامية من قبيل « وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا » « فاستقم كما أمرت » « وما يعلم تأويله » « سلام قولا من رب رحيم ».
وتحث اللوحات على التسامح والإخاء بين البشر أو عدم الظلم وذلك باعتماد الخط العربي بطريقة مجددة مزج فيها الفنان بين مقتضيات الخط العربي مع ادخال رموز من الخط الهندي والصيني واللاتيني ورموز حيوانية بشكل جعل اللوحات تعبر عن الفكرة بطريقة رمزية ايحائية.
وتعتبر اللوحات المعروضة وفق ما أوضحه خالد زغدود لوات مشروعا ثقافيا يعبر عن الوحدة بين البشر رغم الكثرة والتنوع وليس التنوع والاختلاف وفق رأيه سوى أنموذج الانسان المختلف شكلا والمتوحد فكرة ومبادئ.
وتعتبر تقنية الحروفية وهي استعمال معاصر للخط العربي بحث مجدد ومعاصر للخط العربي بما تحتاجه المضامين الفنية الحديثة من تجديد في الشكل وفق قوله وتقدم كل لوحة من اللوحات المعروضة فكرة معينة من الثقافات المختلفة تجمعها فكرة موحدة هي وحدة الإنسانية ونبذ الكراهية.
واختار الفنان التشكيلي الانطلاق من الخط للتعبير عن فكرته باعتبار أن للخط قيمة قدسية دينية لدى العرب كما هي لدى شعوب أخرى فكانت مضامين اللوحات موحدة بفكرة نبذ خطاب الكراهية الديني التي تعتبر اشكالا تعيشه المجتمعات المعاصرة قائلا إن الفن له دور في التنبيه الى الظاهرة والتقليل من تداعياتها.
هذا وكانت المرحلة الأولى من مشروع الوجود الواحد نفذ خلال شهر أفريل الماضي بالتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للتربية بتوزر تمثل في ورشات في الخط العربي لتلاميذ المدرسة الابتدائية النصر بدقاش توحت بإنجاز لوحة جدارية في ساحة المدرسة تدعو الى التسامح وتنبذ العنف والإرهاب.
ومحمد خالد زغدود اصيل مدينة بن قردان هو مهندس وفنان تشكيلي تلقى تكوينا في الفنون الجميلة في فرنسا وتشيكيا مولع بالبحث في اختلاف الثقافات وله عدة مشاريع فنية أنجزها في مناطق عدة من تونس وكانت انطلاقته في 2010 بمشروع في توزر استلهم مضمونه من خاصيات الجريد بنخيله واضاءته المميزة وفق قوله.
ويقول إنه ينتمي الى الفن المعاصر إلا أنه يستلهم مضامين أعماله من التراث العالمي ومنها التراث الإسلامي برؤية مجددة محورها الانسان ويستعمل لأجل ذلك تقنيات مختلفة في الفن التشكيلي منها الرسم بالألوان المائية والرسم بقلم الرصاص الى جانب النحت والخط العربي وعلاوة الى اهتمامه بالإنسان نفذ زغدود مشروعا فنيا حول التغيرات المناخية ومشاكل الانسان المعاصر حتى يكون الفنان مجديا لمجتمعه حسب قوله. ص م