يتواصل بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة إلى يوم 9 جوان الحالي، معرض الفنانة التشكيلية ألفة داود، الذي يحمل عنوان وهو المعرض الشخصي الثاني لها.
ويتضمن المعرض 27 لوحة، أنجزتها صاحبتها بتقنيات مختلفة كالحفر والطباعة والكولاج. ويقدم هذا المعرض نظرة أخرى على عالم تشكيلي يتم استكشافه نسبة إلى موضوع الإطار ورمزياته المحيلة على مفاهيم النافذة.
تقول الفنانة التشكيلية ألفة داود عن لوحاتها، إنها « مشاهد تشكيلية » نافذة في أعماق الذات، حيث تتلاشى الخطوط العريضة للعالم الحقيقي، وتمتزج الألوان وتنصهر في لون أحادي، كاشفة عناصر تصويرية وشخصيات شعرية تخترق الواقع وتفتح الأطر ».
هذه النوافذ التي اشتغلت عليها أرادتها الفنانة مواربة، فلا هي مغلقة تمامًا ولا هي مفتوحة بالكامل لتكشف باستمرار عن حياة كامنة منتسبة لواقع مواز مفعم بالمعنى. وهذا الأسلوب الفني في معنى النافذة يكشف عن مادة تشكيلية حية تنبثق من أحادية اللون لتحيل على عوالم غريبة تتسم بغموض الأحلام الغائمة.
وتتحدث ألفة داود عن نوافذها في لوحاتها، فتقول: » في نوافذي الغائمة جسدية لانعطافات الخيال، إنها تتجسد تشكيليا في سحر الإطار، و مفاهيميا لمساءلة هذا العالم الزائل، والكشف عن فوضى الحواس لتتشكل في تناقض جوهري مع كل ايقونات اليقينيات الراسخة لدينا ».
وتعتبر أيضا أن أعمالها هي تشكيل شاعري لواقع قابل للتأمل والمكاشفة بين جملة من المتناقضات بين الداخل والخارج، المرئي وغير المرئي، المحدود واللانهائي، لذلك تتكرر تركيبات النوافذ الغائمة في أطر متعددة تستعيد ألفة داود ابتكارها باستمرار لالتقاط ما يمكن أن ينضح به الخيال.
ويستحضر المعرض اتحاد الإنسان بالطبيعة، فهو عبارة عن « دعوة لكشف النقاب وجعل النافذة تفرض نفسها، محولة الواقع إلى حلم والحلم إلى جمال ».