حذّر الاخصائي النفسي، طارق السعيدي، يوم الاثنين7 أكتوبر من أن يصبح اضطراب تشتت الانتباه مع أو بدون فرط الحركة عند الطفل، مزمنا، مؤكّدا أن التشخيص المبكر والعلاج منذ الصغر يساعد الطفل المصاب به على أن يكون سويا ويحظى بحياة اجتماعية دون عوائق، كما يحدّ من تراجع مستوى تحصيله العلمي.
وفي تعريفه لاضطراب تشتت الانتباه مع أو بدون فرط الحركة، أوضح السعيدي في تصريح أدلى به اليوم الاثنين، لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن هذا الصنف من الاضطرابات يسجّل في خانة الاضطرابات النمائية العصبية، ويشير إلى خلل على مستوى النمو العصبي منذ النشأة، غالبا ما يؤدي إلى اضطرابات في التعلم.
وصنّف السعيدي هذا الاضطراب إلى ثلاث أصناف، يتعلق الأول منها بعدم الانتباه و(علاجه دوائي وسلوكي معرفي)، ويتمثل الصنفان الثاني والثالث منه على التوالي، في النشاط الحركي المفرط والسلوكيات المندفعة، وعدم الانتباه والاندفاعية.
ويكون التشخيص مبكرا، بين سن 6 و8 سنوات وتظهر أولى العلامات في سن الرابعة، حسب المتحدّث الذي دعا إلى الحذر الدائم وملاحظة علامات الاضطراب التي تترجمها بعض السلوكيات عند الطفل ومنها عدم اتباع التعليمات والفوضى والعزوف عن ممارسة الأنشطة التي تتطلب مجهودا ذهنيا وفقدان الانتباه سريعا والاندفاعية والنشاط المفرط.
وتعود أسباب الإصابة بهذا الاضطراب إلى فترة الحمل بالطفل، حيث يؤثر في الجنين تعرض الأم إلى ضغوطات نفسية أو استهلاكها الكحول أو المخدرات أو التدخين أثناء الحمل.
وفي حال تطور هذا الاضطراب وأصبح مزمنا مع تقدم في السن فتظهر على المصاب به علامات غير سلوكية تتمثل في تقلّبات في المزاج والتفكير المفرط ونقص التركيز وعدم القدرة على اتمام الأنشطة والاندفاعية وعدم الصبر وعدم القدرة على الحفاظ على العلاقات العاطفية، كما يكون انتشار البطالة والسلوكات المحفوفة بالمخاطر أكثر عند المصابين بهذا الاضطراب مقارنة بالاشخاص العاديين، حسب محدّث (وات).
ويكون علاج الإصابة بهذا الاضطراب دوائيا في الحالات الاستثنائية ومعرفيا وسلوكيا في أغلب الحالات، وفق تأكيد السعيدي.